كلمة عطوفة المهندسة جمانة العطيات مدير عـام المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري بمناسبة يوم الاسكان العربي

كلمة عطوفة المهندسة جمانة العطيات مدير عــام المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري
بمناسبة يوم الاسكان العربي 2025 تحت شعار
"إعادة إعمار المجتمعات المتضررة : بناء مستقبل أفضل"
 

بسم الله الرحمن الرحيم

نحتفل اليوم بـيوم الإسكان العربي، هذه المناسبة التي تؤكد أهمية السكن كحق رئيسي للانسان، وكركيزة رئيسية محركة للتنمية المستدامة، إنّ توفير المسكن الملائم لا يقتصر على كونه جدرانًا وسقفًا، بل هو بيئة آمنة تُنَمّي الأسرة، وتُعزّز الانتماء، وتدعم استقرار المجتمع.
في يوم الإسكان العربي الذي يصادف أول يوم اثنين من شهر تشرين الأول من كل عام والذي نحتفل به هذا العام تحت شعار "إعادة إعمار المجتمعات المتضررة: بناء مستقبل أفضل" بالتزامن مع يوم الإسكان العالمي والذي يمثل محطة مهمة لتسليط الضوء على قضايا الإسكان في وطننا العربي وتعزيز الجهود المشتركة لإيجاد بيئة سكنية آمنة ومستدامة.
لقد أولى سيدي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله أهميةً كبيرةً لقطاع الإسكان في المملكة الأردنية الهاشمية إيماناً بأن السكن اللائق هو حق أساسي لكل مواطن وركيزة من ركائز العدالة الإجتماعية والتنمية الوطنية الشاملة والإستقرار الوطني، وفي الأردن تم اطلاق مشاريع هامة تلبي الحاجة السكنية مثل مشروع الملاحة مطلع عام 2025.
إننا وإذ نواكب هذه المناسبة، نؤكد التزامنا في المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري بمواصلة الجهود لتطوير السياسات والمبادرات التي تضمن العدالة في توزيع الخدمات الإسكانية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.
كما انه وعلى الصعيد الوطني لعبت المؤسسة دوراً هاماً في رؤية التحديث الإقتصادي من خلال طرح وتنفيذ أولويات ومبادرات تهدف الى تحسين جودة الحياة وتوفير حياة افضل للأردنيين فالعمل جارٍ على إعداد دراسات لسكن منخفض التكاليف والذي يهدف الى توفير مساكن بمواصفات وجودة عالية للفئات المستهدفة ووضع آلية لدعم فرق التمويل لشرائح الدخل المتدنية مما يساهم في تمكينها من امتلاك السكن، وإعداد المسودة النهائية لمعايير وأسس إنشاء مدن المستقبل.
وتجسيداً لدور المؤسسة الوطني فقد تم تكليفها بإدارة مشروع توفير قطع أراضي لغايات السكن بهدف تحسين جودة الحياة وتكليفها بتوفير قطع أراضي مطورة لتخصيصها للمعلمين ايماناً من الحكومة بدور المعلم، فقد خصصت المؤسسة 1039 قطعة أرض بمختلف المحافظات، كما انه تم تكليف المؤسسة بإعادة تخطيط مجموعة من أراضي الخزينة والتي تعاني من ضغوطات سكنية والمباشرة بتخصيصها وفقاً للتعليمات التي أقرتها الحكومة.
وفي محور المشاريع الإسكانية فقد تم تخطيط المشاريع وتصميمها وفقاً لمعايير الإستدامة والكفاءة البيئية وافضل المعايير الحديثة للتخطيط كما تم إنجازها على ارض الواقع مثل مشروع كفر جايز ومشروع الشواهد ومشروع حسبان.
وبناءً على دراسات مستفيضة للحاجة السكنية في مختلف محافظات المملكة فقد قامت المؤسسة العامة للإسكان والتطوير الحضري مؤخراً بتنفيذ عدد من المشاريع لتلبية الحاجة السكنية منها مشروعي الرصيفة و جريبا (1) في محافظة الزرقاء ومشروع حسبان في محافظة العاصمة ومشروع كفر جايز في محافظة اربد ومشروع الشواهد في محافظة جرش، كما تنفذ المؤسسة حالياً مركزاً تجارياً في مشروع مدينة المجد لخدمة القاطنين في المشروع.
كما تم التعامل مع قضايا التغير المناخي والحفاظ على الموارد الطبيعية من الاستنزاف واستغلال موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تبني معايير البناء الأخضر، بما يتماشى مع تطلعات وطننا نحو مستقبل مزدهر ولتلبية حاجة الفئات المستهدفة من الشباب والأسر الأردنية من ذوي الدخل المتوسط والمتدني.
وفي محور تطوير المناطق متدنية الخدمات قامت المؤسسة بتطوير مدخل مشروع إسكان ضاحية الأميرة ايمان – محافظة العاصمة لخدمة سكان المشروع والمناطق المجاورة وتطوير مشروع المغاريب – محافظة البلقاء، وإنشاء حدائق في بعض المشاريع.
وفي محور التنمية الحضرية فقد تم إصدار التقرير الوطني الثاني لمتابعة تنفيذ الخطة الحضرية الجديدة للمملكة الأردنية الهاشمية كأول دولة عربية والرابعة عالمياً وتم رفع التقرير على منصة الأمم المتحدة لعام 2025، وقامت المؤسسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بإعداد ملف الإسكان والعمل جاري حالياً على تحديث الإستراتيجية الوطنية للإسكان،
أما على الصعيد الإقليمي والدولي فقد تم مؤخراً توقيع برنامج تنفيذي بين المملكة الأردنية الهاشمية ومملكة البحرين في مجال الإسكان والتنمية الحضرية، لتعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات في مجال الإسكان.
وفي الختام، فإن هذا اليوم ليس فقط مناسبة للاحتفال بما تحقق وانما هو أيضاً دعوة متجددة لمضاعفة الجهود وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات الناجحة لمواجهة تحديات قطاع الإسكان مثل التغيرات المناخية والنمو السكاني السريع وارتفاع تكاليف السكن، وان تكون هذه التحديات فرصة للابتكار والإبداع وجعل مدننا العربية اكثر ازدهاراً.
وأدعوكم لزيارة الموقع الإلكتروني للمؤسسة والذي يعتبر نافذة نطل من خلالها على المستفيد والمواطن والشركاء المحليين والإقليمين ويزخر الموقع بالعديد من الدراسات والمؤشرات الإسكانية ومشاريع المؤسسة.
وفقنا الله وإياكم لخدمة وطننا الأردن وترجمة رؤى سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله إلى واقع عملي ملموس.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،